Facebook

الجمعة، 1 مايو 2015

تعزيزات لفهم الانتحار والتفكير المادي للموت !

أنا كنت مُتخيل إن الانتحار من ضمن الوسائل اللي ممكن الانسان يتخلص بيها من معاناته..


على أساس إن الموت عكس الحياة بالتالي وبزوال الحياة تزول أي متلازمة للحياة ومنها المعاناه ، بالتالي لما تموت مش هتبقى موجود أصلاً عشان تعاني !

بس لو المعاناة بتنتهي فعلاً بالموت فالموضوع كده بقى سهل جداً وأي حد زهقان من حياته يقوم ياخد رصاصة في دماغه ويرتاح ، بس الفكرة بالنسبة لي إنك لما تموت مش هتبقى عارف انت رايح فين أو هيحصلك إيه ؟

افترض كده إن حد مات وجثته اتحطت في ظروف بيئية خلته بعد كام مليون سنة يتحول لبترول مثلاً.. وبترول يعني مركبات عضوية يعني كربون وهيدروجين عاملين حلقات بنزين.
يعني انت كإنسان ممكن تتحول لشوية حلقات بنزين في الآخر..
الفكرة بقى هل حال حلقة البنزين من حيث المعاناة هيفرق كتير عن حال الإنسان ؟ أو هل هي مرتاحة في حياتها مثلاً ؟

بص كده لحلقة بنزين فيها روابط ثنائية ، الروابط الثنائية دي مخلياها غير مستقرة وغير مشبعة وبتبقى بتدور على الكترونات تتشبع وتستقر بيها ، عاملة زي واحد جعان وعايش عشان يدور على أكل يشبع !
بس هي بدل ما بتتدور على أكل بتتدور على الكترونات ولو ملقتش الالكترونات مش بتموت فبتفضل طول عمرها بتدور على الكترونات كأن واحد طول عمره بيدور على أكل ومبيشبعش ومش مستقرة في حياتها بسبب نقص الالكترونات ده زي ما أي حد تكون حياته مش مستقرة بسبب نقص أي احتياج في حياته.
أو ممكن كونها بتعمل روابط ثنائية ده يخليها زي واحد عمره ما كان عنده أوضة لوحده وطوال الوقت في حد مشاركه بيشاركه في حاجاته أو مش معاه فلوس يسكن لوحده فبيضطر يسكن مع واحد أو اتنين عايشن لازقين في بعض وبيعتمدوا على بعض طوال الوقت.

الفكرة إن الانسان يقدر يحس بمعاناه انسان زيه -أو أي شئ آخر يستطيع التعبير بمعاناته ولو بالقليل- لأنه يقدر يحس بنفس مقدار الألم بجانب كم الاحتياجات المتشابهه.. لكن مفيش انسان يقدر يحس حقيقةً بمعاناه حلقة بنزين أو صراصار مثلاً لأنه معندوش طريقة يعبر بيها عن ألمه لما بتدوس عليه برجليك..

وده اللي يخلي حد مش مدرك إن الجماد ممكن يكون بيعاني فعلاً ، طبعاً مش شرط المعاناة تكون واحدة او يجيله اكتئاب مثلاً..
مع إن الاكتئاب ده أصلاً عبارة عن تغيرات بتحصل في كيمياء الجسم ، فبالتالي ايه اللي ممكن يمنع التغير في كيمياء وتركيب أي حاجة بيسببلها مشاكل بطريقةٍ ما ؟

زي مثلاً.. في وقت من الأوقات الناس البيض كانوا بيتعاملوا مع الناس السود على إنهم زي الحيوانات بالضبط ومش بيحسوا بأي حاجة ولما كان شخص بشرته سوده يحاول يهرب من الإستعباد كان فيه دكاتره بتشخص الموضوع على إنه مرض بيصيب الناس السود بيخليهم عايزين يعصوا الناس اللي مستعبدينهم ، الموضوع ده فضل مستمر لحد ما الناس أدركت إن الانسان الأسود زي الأبيض وبيعاني برضو !
احنا دلوقتي طبعاً لو حد قال إن السود مش بيحسوا هنعتبره بيهذي وعنصري وبيقول أي كلام لأننا عارفين إن مفيش فرق وإننا نقدر نحس بمعاناة أي إنسان مهما كانت لون بشرته.
وكون دلوقتي مش زي زمان وقادرين نقول إن حلقات البنزين دي مش مستقرة فده دليل  على إنها في وضعية مش مريحة..

شوية حلقات البنزين دي أو المركبات العضوية ككل -اللي هي كانت كائن حي في يوم من الأيام- ممكن في الآخر يستخرجوها وينتهي بينا الحال بنتحرق في شكمان عربية وبنتحول لأول أكسيد الكربون يدخل في رئة بني آدم ويسببله سرطان عشان في الآخر يموته وممكن اللي مات ده كمان بعد ملايين السنين يتحول لبترول برضو وهكذا تفضل الدايرة شغالة وبتلف أو ممكن يتحول لأي حاجة تانية !

فطول ما المادة لا تفنى موضوع الانتحار ده مش مُشجع خالص الحقيقة..

الخميس، 8 يناير 2015

#JeSuisCharlie

#JeSuisCharlie

ناس كتير متعرفش الهاشتاج ده بيمثل ايه أو بيتكلم عن ايه والفئة اللي عندهم خلفية عن الهاشتاج وهو بيعبر عن ايه معظمهم معلوماته مغلوطة.
البارح في يوم 7 يناير حصلت جريمة قتل أودت بحياة اثنى عشر شخصاً في باريس بسبب نشر صور هزلية في مجلة اسمها تشارلي إبدو.
بس استنى انا مش عايز اللي معلوماته مغلوطة او ما بحثش في الموضوع او اللي مش عنده الوعي الكافي والمعلومات عن اللي حصل يحكم عن الموضوع من بداية كلامي.

في البداية..
تشارلي إبدو دي مجلة فرنسية كانت متواجدة منذ ما يقرب من الخمسين عاماً وهي متخصصة في صور الكارتون الهزلية الساخرة والتي تتيح لها من خلالها السخرية على الكثير من الأشياء المختلفة والمتنوعة كل اسبوع، في الحقيقة تشارلي إبدو تعتبر أول المجلات الفرنسية اللي نددت ضد الكثير من المساوئ تجاه الانسانية، نددت ضد العنصرية، نددت ضد عدم تقبل المجتمعات للآخر كما نددت أيضاً ضد كراهية المثليين.
ولكونهم جزء لا يتجزئ من الصحافة كانت نظرتهم الكاملة للمجتمع والبشر أجمع هي الحرية للجميع والتي تبدأ من حرية التعبير، ولإستخدام تشارلي إبدو الفن الساخر والصور الفكاهية حِنكة حيث انه من الواضح والمعروف ان الفن عامةً والفن الساخر خاصةً يعتبر الأكثر قابلية للفهم والإدراك كما أنه يعزز ويثير التساؤل ويحفزه.

في يوم7 ينايرنشرت مجلة تشارلي إبدو على موقع Twitter تويتة حول زعيم داعش أبو بكر البغدادي.
التويتة دي كانت محتوية على رسمة كاركتيرية وكان مَفادها إن لو الرسول محمد كان بنفسه قُدام الدواعش فهما هيدبحوه زي ما بيدبحوا مسلمين كتير لأنهم شايفينهم كفار بالإسلام.. ومعنى ده ان الرسمة كانت بتدافع عن الإسلام والمسلمين بطريقة ساخرة.
وفي مثل ذات هذا اليوم بعد نشر التويتة، داهم ثلاثة إرهابيين المكتب الرئيسي لتشارلي إبدو في العاصمة باريس وانتهى الأمر بقتل إثنى عشر شخصاً بسبب تلك الرسمة قبل تبادل الطلقات مع الشرطة خارج المكتب الرئيسي للمجلة ثم الهروب في سيارة في النهاية -(إلى أن ذلك أيضاً يعتبرغير صحيح حيث أن القتلى لم يكونوا جميعهم لهم علاقة بالمجلة حيث ثمانية منهم يعتبروا الكُتاب الفعليين / الرسامين، وهناك ضيف للمجلة وعامل إنشاء واثنين من عناصر الشرطة الذين بالتأكيد لم يكونوا طرفاً في موضوع الرسم ذاك)، وتمت عملية القتل تلك بعد الإجتماع اليومي للمجلة في ذلك اليوم.

وبخصوص هاشتاج #JeSuisCharlie فقد خُلقت تلك الأيقونة نتيجةً لتلك الأحداث والتي تترجم إلى "انا تشارلي" وهي تعتبر الهاشتاج الأكثر شعبية على Twitter، تضامناً لذلك تواجدت الكثير من الحشود في باريس ممسكين بالأقلام لتمثل الفنانين.. ومن فرنسا توسعت الجموع والتضامنات وانتشرت في معظم المدن الكبرى كلندن ونيويورك وسان فرانسيسكو وفانكوفر وأماكن أخرى منددين ضد الإرهاب والتعريف بأنهم ليسوا خائفين وأنهم سينالون الحرية للتعبير عن آرائهم وأفكارهم والتعبير تماماً كما فعل تشارلي إبدو من خلال الكوميديا الساخرة والتي أودت بحياة رساميهم.

دلوقتي فكر ثواني كده.. الناس دي ما أذتش حد واتقتلت رغم كده بدم بارد بعد ما عبروا عن رأيهم.. تفتكر أي حد منهم يستاهل الفعل ده؟!

أما بخصوص الناس اللي فاكره ان هو بكده انتصر وحقق نجاح عن طريق قتله للمختلف عنه فـ انت بكده جاهل جداً على فكرة..
انت فاكر ان بقتلهم كده انت نصرت فكرتك نصرت دينك أو حتى انتقمت لشخصك، فاكر انك بفكرك ده الناس هتتقبل إختلافك فيما بعد، هتتقبلنا إحنا كده أصلاً؟!...
لو ده فكرك يبقى متجيش تتكلم عن المشايخ اللي كانوا بيكفروا المتظاهرين وبيحللوا دمهم وبيرفعوا عليهم قضايا إزدراء أديان..

فيه حاجة اسمها حارب الفكرة بالفكرة مش بالسلاح.. مسلمين بريطانيا وقت أزمة الفيلم المسئ طبعوا مليون نسخة مترجمة من كتاب السيرة و وزعوه في الميادين والشوارع لأن عمر القتل والدم ما هيغير فكرة أبداً.

جريمة زي دي تعتبر جريمة ضد حرية الرأي والتعبير, جريمة ضد الانسانية، لأنه مهما كانت نوايا الآخر متمثلة في الجريدة الفرنسية مثلاً فلا يصح ولا يجب مقابلتها بإعمال العنف  والقتل في الوقت اللي يوجد بالفعل وسائل أخرى أكتر سلمية للدفاع عن أفكارك أو حتى مقدساتك.

انا مع حرية الرأي والكتابة، ولكل شخص الحرية في التعبير.. ولو طرحُه لفكرة تخالف أفكارك, معتقدك أو ما تؤمن به وما هو مقدس إليك فالرد بيكون بالكتابة والفكر وليس بالقتل والعنف.

اللي حصل ده شئ مؤسف جداً، التعبير عن الرأي لا ينتقص من قيمة الشخص الذي يتم إنتقاده ولكن ردة الفعل المقابلة هي اللي بتجعل الناس تتأكد بأن الإنتقاد كان في محله.

الأحد، 23 نوفمبر 2014

سلوكيات التعامل اليومية

نفسي الناس يبقى عندها ثقافة بسيطة كده في التعامل مع بعض..


-يعني لما تغلط في حد تقوله انا أسف -ده مش عيب على فكرة ولا هتقلل منك بالعكس دي هتكبرك في نظر نفسك وفي نظر اللي قدامك.
-استحمى..
-لما حد يعملك حاجة كويسة أو خدمة تقوله شكراً.
-لما انت تعمل أي حاجة لأي حد ويقولك شكراً -اه والله في ناس بتقولها حقيقي :D - ترد عليه وتقوله العفو او الشكر لله او أي حاجة او ابتسم بس حتى.
-لما حد يقولك صباح الخير ما تقفلوش يومه وتقوله المفروض تقول السلام عليكم -في الحالتين الراجل كتر خيره بيصبح عليك وبيتمنالك كل خير.
وانت بتسلم على الناس بلاش بوس وأحضان كتير، سلم بالإيد وبوستين بس حلوين -ومش شرط البوستين كمان.
-استحمى..
-لما تتعامل مع ناس ماتعرفهاش مش لازم تتكلم بقرف او زهق، مش هقولك خُدهم بالحضن او بُوسهُم.. بس اتعامل معاهم عادي وابتسم أبسط ما فيها مثلاً.
-لما تبقى قاعد جمب واحد وهو ماسك الموبايل او أي حاجة حاول متحطش عينك فيها، بلاش تطفل.
-مفيش حاجة اسمها تطلب من حد انه يوريك موبايله او تمسكه وتقلب فيه، حاول تنسى الفكرة دي نهائي.
-متركزش مع الناس وتفضل باصص ومركز قوي في اللي حواليك وانت متعرفوش.
-خليك في حالك.
-استحمى.. لو مش علشانك يبقى علشان اللي بيتعاملوا معاك.
-اشتري مناديل وخليها في جيبك وتف فيها براحتك..
-لما تخبط على باب تخبط بالراحة متعيش بشخصية المخبر اللي رايح يقبض على حد وابقى خبط وابعد عن الباب شوية.
-بالله عليك يا أخي استحمى..

السبت، 13 سبتمبر 2014

أول كل حاجة

-انت ايه أحلى حاجة ف حياتك؟
-انا أحلى حاجة في حياتي هي أول كل حاجة في حياتي.
-إزاي أول حاجة ف حياتك هي أحلى أول حاجة ف حياتك؟!
-عادي..

 زي أول كل حاجة..
 زي أول مرة أعيط.. لما يضربني البعاد..
 زي أول مرة أرجع.. ألقى جدي مات ف أوضتي..
 زي أول مرة أبويا كتب لأمي جواب بخطه..
 زي أول مرة أضيع شنطتي وكتبي وحاجاتي..
 زي أول كلام بيوجع أسمعه عشان فلان..
 زي أسئلتي البريئة ليه مشوفتش ربنا..
 زي واجب درس كيميا غبت فيه طول السنة..
 زي أول مرة أشوف اسمي على موبايلك حبيبي..
 زي أول ميت جنية ف مرتبي بتخش جيبي..
 زي أول حضن صامت.. الكلام كان فيه عياط..
 زي صداقتنا العادية لما قلبت بإرتباط..
 زي أول مرة شوفتك.. بوست إيدك من غير ما تدري..
 زي أول مرة بكتب.. وإنتي أول مرة تقري..
 زي أول كل حاجة.. زي إنك فجأة تبقي ليا كل حاجة..

الثلاثاء، 26 أغسطس 2014

فوبيا الإرتباط

التوتر في بداية العلاقات والخوف من الفشل -كالمعتاد- بيخلينا أحياناً نخسر أشخاص كان ممكن ومحتمل العلاقة معاهم تنجح وتستمر..

هاجس العلاقات الفاشلة اللي مَرّينا بيها في حياتنا بيوصلنا ان يبقى عندنا "فوبيا من الإرتباط" وأول ما تشوف حد يادوبك بيميل ويحدف منديله كاتب على طرفه تجيله -كما قال العندليب- بيبدأ يحصلك تشنجات وإسهال وودانك تتهز زي فؤاد المهندس في فرافيرو لما كان بيسمع أغنية العتبة جزاز..
وتبدأ تفرش مختبر التحاليل العاطفية الخاص بيك وتحط الضحية تحت الميكروسكوب وتتعامل معاه زي فار التجارب بالضبط..
وتجرب عليه كل المواقف السودوية المهببة والمنيلة بنيلة اللي حصلتلك قبل كده وده للتأكد من حُسن نواياه وصدق مشاعره.. وبيصاحبك سوء الظن الأوفر الدائم مع كل أفعاله..

يعني لو ما اتكلمش مرة كل ساعة يبقى نسيني خلاص.. ولو خرج من غير ما يقول يبقى بيخوني.. ولو اتكلم وهو متعصب شوية يبقى عايز ينهي أم العلاقة ويبعتلي دباديبي..
الملفات السابقة مع كل السابقين بتتفتح قدامك وتبدأ المقارنة المستمرة بين العلاقة دي والمرحومين أخواتها اللي انتهوا بفشل ذريع مع بعض الغرز والخدوش والكدمات.

ومن هنا تبدأ علاقة جديدة في الإنهيار بشكل سريع عن اللي قبلها بسبب خيالاتك المريضة وتوقع الفشل ولما تاخد بالك إن العلاقة خلاص بتقولك باي باي و go to hell بتحاول تنقذ ما يمكن إنقاذه لكن بعد ايه يا شاطر فلقد سبق السيف العذل واللي كان معاك محتاج أصلاً كورس علاج نفسي وإعادة تأهيل بعد اللي عملته فيه وربنا يستر وميبقاش زيك كده ويمشي يعقد في خلق الله..

طبيعي انك تفشل مرة واتنين وتلاتة بس من الغباء انك تفضل تفشل طول عمرك بسبب خوفك من الفشل.. إبدأ العلاقة الجديدة كأنها الأولى في حياتك وإردم بزفت وقطران على كل اللي فات..

*ماتخليش تجاربك أشباح بتطاردك طول الوقت.. خليها تجارب تقدر تستفاد من أخطائها علشان ماتكررهاش تاني..

الجمعة، 11 يوليو 2014

أطفال ما يملاش عنيهم غير التراب :3

حاجة أول مرة حد يعرفها عني ، أو اني أقولها أصلاً لحد -حتى أهلي..


كنت وأنا في ابتدائي معجب ببنت ومكانتش هي بتكلم حد من الولاد خالص - مش عارف ايه السبب الصراحة في سنها الصغير ده ، ما علينا- وكنت دايماً بحاول أقنع العيال اللي معايا انها ممكن تبقى صاحبتنا -ومن خلال الحكاية دي أقدر أنا أتعرف عليها أكتر ومع الوقت أفكس للعيال وساعتها أقولها اني معجب بيها وكده -لو عرفنا نبهرها في نفس الوقت .. وقلتلهم إن أحسن طريقة لِلَفت انتباها اننا ناكل حشرات قدامها -زي سيمبا وبومبا وتيمون وكده- وبعد محاولات في إقناعهم .. بالفعل في زمايل ليا جابوا حشرات وأكلوا قدام البنت وأنا كنت بعمل نفسي بجمع نمل معاهم وساعة الأكل كنت برميه على أمل انها تستنضفني لما تلاقيني الوحيد اللي مبياكلش نمل في الفصل -مع اني لسه مكنتش عارف اني بالطريقة دي بأخدع الأولاد ولكني كنت أجاهد بإستماتة من أجل التعرف عليها ، ولكن في يوم لقيت واحد صاحبي قاعد معاها وبيلعب لعبة "تعال أقولك حاجة في ودنك" وفجأة مد ايده وراح مأكلها نملة واللي صدمني انها داست معاه في الأكل عادي ..

لحد دلوقتي مش قادر أفهم ايه الدرس المستفاد من القصة دي ! -مع العلم اني حابب أشاركها عادي ..
هل يا ترى انا كنت السبب في وساخة الفصل كله؟
ولا الولد والمدرسة كانوا أوساخ أصلاً؟!
ولا هي الدنيا كده زبالة وكل الأطفال والمراهقين بيعيشوا التجارب دي؟

*اللي حصل مش بالنص ولكن محاولةً لتجميل الموضوع والحدق يفهم*

بواقي ثورة -فرضاً

تخيل معايا انه ولطيلة يومين استطعت فيهم انك تشوف جميع أنواع المشاعر الممكن أن تختلط ببني آدم ، الحزن القهر الغضب السخط العتمة حتى الأمل ..

رأيت مزايدات ، رأيت مشاعر صادقة ، رأيت كل شئ ، شعرت بالضعف وبقهر الرجال ، أحسست كثيراً بالنفاق ، الرغبة في الصراخ والبكاء بأي صورة ..
طوال عمرك تزعم انك تحاول وزن الأمور ، لأول مرة تشعر بالشلل والعجز التام ، في ظرف ساعات يتحول غضبك لشفقة علينا جميعاً .
الذي يحدث ليس بطبيعي لكي ننتظر ردود أفعال طبيعية ، انه ليس بطبيعي أن تقضي نصف يومك الصباحي منتظراً حكماً على أحد زملائك وتقول يارب يتحبس 3 سنين عشان يطلع في الإستئناف.
ليس من الطبيعي أن تنتظر 6 ساعات على قهوة لكي تخطف نظرة على معتقل من شباك سيارة الترحيلات.
ليس من الطبيعي انه ولمدة سنة الناس مش ملاحقة تحط مين ولا مين بدل صورة البروفايل.
مش طبيعي أبداً انك تهرب من عين أم صاحبك عشان مش عارف تواجهها بضعفك وتخاذلك.
مش طبيعي أبداً انك تخش بيتك فـ أمك تقولك مال وشك تقولها أصل الغاز كان أشد من البارح.

لحظات كثيرة كان بيصيبك فيها الغرور وتعتقد أنك متماسك لأبعد الحدود ، لكن فقط أن تتعرى أمام نفسك ، طول العام الفائت كنت بتضحك على نفسك ان صديقك طالع طالع ، الحقيقة انه كان مُسكّن لك لكي تستطيع أن تضحك بدون وجع ضمير.

بدون مزايدات بدون اتهامات ، العجز وحش ، القهر وحش ، الإنسانية درجات وخليني أعترف ان في أحيان كتيرة لما الدم كتر ، بقى المشهد عادي وعادي جداً يمكن عشان منعرفش اللي مات ، يمكن عشان عرفت انك منزوع الآدمية بدرجة من الدرجات ، انت عاجز -انا عاجز.

بكلم الناس عن العقل وتنحية المشاعر جانباً في السياسة ونسيت اننا بشر مش آلة مجموعة من المدخلات والمخرجات !

أنا مش عاوز حد يكلمني عن المصالح والمفاسد والمواءمات وأي حاجة ، لأني مش عارف رد فعلي ممكن يكون ايه.

مشاعر ملخبطة ، أضحك جايز ، أفرح ممكن ، لكن صدقني مفيش أوجع من لحظة وانت حاطط دماغك على سريرك وتحس انك مجرد حيوان مربوط في ساقية ، عاجز حتى انه يشرب لما يعطش ، إلا بإذن صاحب الساقية.

العجز عن الوصول لحل مُر ، لكن الأمَّر هو العجز عن الوصول للحكمة من اللي بيحصل ، صدقني مهما كانت درجة إيمانك هتوصل للحظات كتيرة من اليأس ، لكن المبرر الوحيد بعد كل لحظة يأس انك بتكون شايف وحاسس ان بكرة أحسن طول ما احنا ورا الموضوع ، طول ما احنا مش ناسيين ، طول ما احنا فاكرينهم.