Facebook

الجمعة، 11 يوليو 2014

أطفال ما يملاش عنيهم غير التراب :3

حاجة أول مرة حد يعرفها عني ، أو اني أقولها أصلاً لحد -حتى أهلي..


كنت وأنا في ابتدائي معجب ببنت ومكانتش هي بتكلم حد من الولاد خالص - مش عارف ايه السبب الصراحة في سنها الصغير ده ، ما علينا- وكنت دايماً بحاول أقنع العيال اللي معايا انها ممكن تبقى صاحبتنا -ومن خلال الحكاية دي أقدر أنا أتعرف عليها أكتر ومع الوقت أفكس للعيال وساعتها أقولها اني معجب بيها وكده -لو عرفنا نبهرها في نفس الوقت .. وقلتلهم إن أحسن طريقة لِلَفت انتباها اننا ناكل حشرات قدامها -زي سيمبا وبومبا وتيمون وكده- وبعد محاولات في إقناعهم .. بالفعل في زمايل ليا جابوا حشرات وأكلوا قدام البنت وأنا كنت بعمل نفسي بجمع نمل معاهم وساعة الأكل كنت برميه على أمل انها تستنضفني لما تلاقيني الوحيد اللي مبياكلش نمل في الفصل -مع اني لسه مكنتش عارف اني بالطريقة دي بأخدع الأولاد ولكني كنت أجاهد بإستماتة من أجل التعرف عليها ، ولكن في يوم لقيت واحد صاحبي قاعد معاها وبيلعب لعبة "تعال أقولك حاجة في ودنك" وفجأة مد ايده وراح مأكلها نملة واللي صدمني انها داست معاه في الأكل عادي ..

لحد دلوقتي مش قادر أفهم ايه الدرس المستفاد من القصة دي ! -مع العلم اني حابب أشاركها عادي ..
هل يا ترى انا كنت السبب في وساخة الفصل كله؟
ولا الولد والمدرسة كانوا أوساخ أصلاً؟!
ولا هي الدنيا كده زبالة وكل الأطفال والمراهقين بيعيشوا التجارب دي؟

*اللي حصل مش بالنص ولكن محاولةً لتجميل الموضوع والحدق يفهم*

بواقي ثورة -فرضاً

تخيل معايا انه ولطيلة يومين استطعت فيهم انك تشوف جميع أنواع المشاعر الممكن أن تختلط ببني آدم ، الحزن القهر الغضب السخط العتمة حتى الأمل ..

رأيت مزايدات ، رأيت مشاعر صادقة ، رأيت كل شئ ، شعرت بالضعف وبقهر الرجال ، أحسست كثيراً بالنفاق ، الرغبة في الصراخ والبكاء بأي صورة ..
طوال عمرك تزعم انك تحاول وزن الأمور ، لأول مرة تشعر بالشلل والعجز التام ، في ظرف ساعات يتحول غضبك لشفقة علينا جميعاً .
الذي يحدث ليس بطبيعي لكي ننتظر ردود أفعال طبيعية ، انه ليس بطبيعي أن تقضي نصف يومك الصباحي منتظراً حكماً على أحد زملائك وتقول يارب يتحبس 3 سنين عشان يطلع في الإستئناف.
ليس من الطبيعي أن تنتظر 6 ساعات على قهوة لكي تخطف نظرة على معتقل من شباك سيارة الترحيلات.
ليس من الطبيعي انه ولمدة سنة الناس مش ملاحقة تحط مين ولا مين بدل صورة البروفايل.
مش طبيعي أبداً انك تهرب من عين أم صاحبك عشان مش عارف تواجهها بضعفك وتخاذلك.
مش طبيعي أبداً انك تخش بيتك فـ أمك تقولك مال وشك تقولها أصل الغاز كان أشد من البارح.

لحظات كثيرة كان بيصيبك فيها الغرور وتعتقد أنك متماسك لأبعد الحدود ، لكن فقط أن تتعرى أمام نفسك ، طول العام الفائت كنت بتضحك على نفسك ان صديقك طالع طالع ، الحقيقة انه كان مُسكّن لك لكي تستطيع أن تضحك بدون وجع ضمير.

بدون مزايدات بدون اتهامات ، العجز وحش ، القهر وحش ، الإنسانية درجات وخليني أعترف ان في أحيان كتيرة لما الدم كتر ، بقى المشهد عادي وعادي جداً يمكن عشان منعرفش اللي مات ، يمكن عشان عرفت انك منزوع الآدمية بدرجة من الدرجات ، انت عاجز -انا عاجز.

بكلم الناس عن العقل وتنحية المشاعر جانباً في السياسة ونسيت اننا بشر مش آلة مجموعة من المدخلات والمخرجات !

أنا مش عاوز حد يكلمني عن المصالح والمفاسد والمواءمات وأي حاجة ، لأني مش عارف رد فعلي ممكن يكون ايه.

مشاعر ملخبطة ، أضحك جايز ، أفرح ممكن ، لكن صدقني مفيش أوجع من لحظة وانت حاطط دماغك على سريرك وتحس انك مجرد حيوان مربوط في ساقية ، عاجز حتى انه يشرب لما يعطش ، إلا بإذن صاحب الساقية.

العجز عن الوصول لحل مُر ، لكن الأمَّر هو العجز عن الوصول للحكمة من اللي بيحصل ، صدقني مهما كانت درجة إيمانك هتوصل للحظات كتيرة من اليأس ، لكن المبرر الوحيد بعد كل لحظة يأس انك بتكون شايف وحاسس ان بكرة أحسن طول ما احنا ورا الموضوع ، طول ما احنا مش ناسيين ، طول ما احنا فاكرينهم.