#JeSuisCharlie
ناس كتير متعرفش الهاشتاج ده بيمثل ايه أو بيتكلم عن ايه والفئة اللي عندهم خلفية عن الهاشتاج وهو بيعبر عن ايه معظمهم معلوماته مغلوطة.
البارح في يوم 7 يناير حصلت جريمة قتل أودت بحياة اثنى عشر شخصاً في باريس بسبب نشر صور هزلية في مجلة اسمها تشارلي إبدو.
بس استنى انا مش عايز اللي معلوماته مغلوطة او ما بحثش في الموضوع او اللي مش عنده الوعي الكافي والمعلومات عن اللي حصل يحكم عن الموضوع من بداية كلامي.
في البداية..
تشارلي إبدو دي مجلة فرنسية كانت متواجدة منذ ما يقرب من الخمسين عاماً وهي متخصصة في صور الكارتون الهزلية الساخرة والتي تتيح لها من خلالها السخرية على الكثير من الأشياء المختلفة والمتنوعة كل اسبوع، في الحقيقة تشارلي إبدو تعتبر أول المجلات الفرنسية اللي نددت ضد الكثير من المساوئ تجاه الانسانية، نددت ضد العنصرية، نددت ضد عدم تقبل المجتمعات للآخر كما نددت أيضاً ضد كراهية المثليين.
ولكونهم جزء لا يتجزئ من الصحافة كانت نظرتهم الكاملة للمجتمع والبشر أجمع هي الحرية للجميع والتي تبدأ من حرية التعبير، ولإستخدام تشارلي إبدو الفن الساخر والصور الفكاهية حِنكة حيث انه من الواضح والمعروف ان الفن عامةً والفن الساخر خاصةً يعتبر الأكثر قابلية للفهم والإدراك كما أنه يعزز ويثير التساؤل ويحفزه.
في يوم7 ينايرنشرت مجلة تشارلي إبدو على موقع Twitter تويتة حول زعيم داعش أبو بكر البغدادي.
التويتة دي كانت محتوية على رسمة كاركتيرية وكان مَفادها إن لو الرسول محمد كان بنفسه قُدام الدواعش فهما هيدبحوه زي ما بيدبحوا مسلمين كتير لأنهم شايفينهم كفار بالإسلام.. ومعنى ده ان الرسمة كانت بتدافع عن الإسلام والمسلمين بطريقة ساخرة.
وفي مثل ذات هذا اليوم بعد نشر التويتة، داهم ثلاثة إرهابيين المكتب الرئيسي لتشارلي إبدو في العاصمة باريس وانتهى الأمر بقتل إثنى عشر شخصاً بسبب تلك الرسمة قبل تبادل الطلقات مع الشرطة خارج المكتب الرئيسي للمجلة ثم الهروب في سيارة في النهاية -(إلى أن ذلك أيضاً يعتبرغير صحيح حيث أن القتلى لم يكونوا جميعهم لهم علاقة بالمجلة حيث ثمانية منهم يعتبروا الكُتاب الفعليين / الرسامين، وهناك ضيف للمجلة وعامل إنشاء واثنين من عناصر الشرطة الذين بالتأكيد لم يكونوا طرفاً في موضوع الرسم ذاك)، وتمت عملية القتل تلك بعد الإجتماع اليومي للمجلة في ذلك اليوم.
وبخصوص هاشتاج #JeSuisCharlie فقد خُلقت تلك الأيقونة نتيجةً لتلك الأحداث والتي تترجم إلى "انا تشارلي" وهي تعتبر الهاشتاج الأكثر شعبية على Twitter، تضامناً لذلك تواجدت الكثير من الحشود في باريس ممسكين بالأقلام لتمثل الفنانين.. ومن فرنسا توسعت الجموع والتضامنات وانتشرت في معظم المدن الكبرى كلندن ونيويورك وسان فرانسيسكو وفانكوفر وأماكن أخرى منددين ضد الإرهاب والتعريف بأنهم ليسوا خائفين وأنهم سينالون الحرية للتعبير عن آرائهم وأفكارهم والتعبير تماماً كما فعل تشارلي إبدو من خلال الكوميديا الساخرة والتي أودت بحياة رساميهم.
دلوقتي فكر ثواني كده.. الناس دي ما أذتش حد واتقتلت رغم كده بدم بارد بعد ما عبروا عن رأيهم.. تفتكر أي حد منهم يستاهل الفعل ده؟!
أما بخصوص الناس اللي فاكره ان هو بكده انتصر وحقق نجاح عن طريق قتله للمختلف عنه فـ انت بكده جاهل جداً على فكرة..
انت فاكر ان بقتلهم كده انت نصرت فكرتك نصرت دينك أو حتى انتقمت لشخصك، فاكر انك بفكرك ده الناس هتتقبل إختلافك فيما بعد، هتتقبلنا إحنا كده أصلاً؟!...
لو ده فكرك يبقى متجيش تتكلم عن المشايخ اللي كانوا بيكفروا المتظاهرين وبيحللوا دمهم وبيرفعوا عليهم قضايا إزدراء أديان..
فيه حاجة اسمها حارب الفكرة بالفكرة مش بالسلاح.. مسلمين بريطانيا وقت أزمة الفيلم المسئ طبعوا مليون نسخة مترجمة من كتاب السيرة و وزعوه في الميادين والشوارع لأن عمر القتل والدم ما هيغير فكرة أبداً.
جريمة زي دي تعتبر جريمة ضد حرية الرأي والتعبير, جريمة ضد الانسانية، لأنه مهما كانت نوايا الآخر متمثلة في الجريدة الفرنسية مثلاً فلا يصح ولا يجب مقابلتها بإعمال العنف والقتل في الوقت اللي يوجد بالفعل وسائل أخرى أكتر سلمية للدفاع عن أفكارك أو حتى مقدساتك.